وهنا تذكرتُّ نصائح والديّ لي بالابتعاد عن كل ما يسيء إلى ديني، فرفضتُ الذهاب بصحبته في اليوم الأول... لكن تحت ضغوط إلحاحه الشديد وافقتُ على الذهاب معه.
ومنذ اليوم الأول جرّني إلى مزالق كثيرة ومساويء أخلاقية مشينة، ولم أحس بالآثام التي ارتكبتها، إلا في اليوم التالي. وهنا أحسستُ بالندم الشديد على ما ارتكبتُه من إثم في حق ديني ونفسي.
ولكن الندم لم يدم طويلاً .. ومن أجل التغيير سافرنا إلى غرناطة وطليطلة.. وكان بصحبتي فتاة غير مسلمة أخذتْ تتجول معي في مناطق الآثار الإسلامية.
وفي طليطلة شاهدتُ القصور العظيمة التي بناها أجدادنا المسلمون.. وشرحتْ لي الفتاة كيف أن أهلها لا يذكرون المسلمون إلا بكل خير؛ لأنهم لم يسيئوا لأحد من أهل الأندلس عندما قاموا بفتحها.
وكانت خلال شرحها المسهب لعظمة التاريخ الإسلامي في هذا البلد يزداد إحساسي بالخجل مما ارتكبتُه من آثام في هذه المدينة، التي لم يفتحها أجدادنا إلا بتقوى الله -عز وجل-.
ووصل أحساسي بالذنب إلى أقصاه، عندما رأيت أحد المحاريب داخل قصر إسلامي بالمدينة كتبتْ عليه آيات من القرآن الكريم.. وكنتُ كلما نظرتُ إلى كلمات هذه الآيات أحس وكأن غصة تقف بحلقي لتفتك بي من جراء تلك الذنوب التي ارتكبتها في حق نفسي في اليوم الأول من وصولي إلى تلك البلاد التي تنتسب إلى ماضينا الإسلامي المجيد.
وانسابتْ الدموع الغزيرة من عيني عندما رأيتُ قول الله تعالى: (وَلا تَقْرَبوا الزِّنى إنَّه كانَ فَاحِشَةً وَّسَاءَ سَبِيْلاً). ودهشتِ الفتاة التي رافقتني لتلك الدموع فأخبرتُها أنني تذكرتُ بعض الذكريات المؤلمة في حياتي لإدراكي أنها لن تفهم ما سأخبرها به.
وفي هذه اللحظة قررتُ العودةَ إلى المملكة على أول طائرة تغادر برشلونة.. وحاول صديقي إقناعي بالبقاء معه لمواصلة رحلتنا، لكنني رفضتُ بإصرار، بعد أن أدركتُ بشاعة ما يرتكبه في حق دينه ونفسه.
Post Top Ad
الأحد، 21 مارس 2021
24 العائدون إلى الله المؤلف: محمد بن عبدالعزيز المسند الصفحة
التصنيف:
# العائدون إلى الله
عن Tech News
العائدون إلى الله
Tags:
العائدون إلى الله
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق