فبرز في القرن الرابع ، والقرن الخامس ، علماء جمعوا بين الفقه والكلام ، من المالكية والشافعية ، مثل القاضي أبي بكر الباقلاني ، وإمام الحرمين ، والإمام المازري ، وحجة الإسلام الغزالي.وتأثر الفقه من ذلك إلى مدى بعيد جداً ، بالأوضاع الكلامية.وبرزت أصول الفقه على صورتها البادية في كتاب " التقريب والإرشاد " للباقلاني ، وكتاب " البرهان " لإمام الحرمين فكانت نقطة الاتصال بين التعاليم الشرعية والمباحث الحكمية.
وامتاز القرن الخامس بتلاقي الطرفين المتباعدين: وهما الحديث والكلام ، إذ ظهر في القرن الخامس محدثون متكلمون منهم أعلام ازدان بهم المغرب العربي: مثل الإمام المازري ، والقاضي أبي بكر بن العربي والقاضي عياض.
فلم ينبلج فجر القرن السادس إلا وللثقافة الإسلامية هيكل واضح المعالم راسخ القواعد ، تتراص فيه المعارف الحكمية والمعارف الدينية ، وتشد فيه الفلسفة الشريعة على أنها خادمة لها ، كما هو مذهب الأشعري ، لا على أنها مسيطرة عليها كما كان مذهب المعتزلة وأعان على ذلك جودة فهم الحكمة وحسن تنقيتها منذ تدفقت ينابيعها الصافية في كتب أبي علي بن سينا التي كان إشعاعها في مطلع فجر القرن الخامس.
كان هذا التسلسل العجيب للأحداث ، وهذه الحركة من الدفع والرد ، التي استمرت أكثر من ثلاثة قرون ، تأخذ في خضمها ، على السواء ، العرب والأعاجم ، قد كانت تهيئة لأن يطلع في منتصف القرن السادس كوكب عربي في الأفق الأعجمي ، يكون قطب الاهتداء الذي توجهت به الحركة الثقافية الإسلامية وجهتها الواضحة المطردة ، وبلغت به الحكمة القرآنية أوجها الأعلى في أفلاك الحكمة الإنسانية العامة.
أليس هو الإمام فخر الدين محمد بن عمر بن الخطيب الرازي المولود سنة 543هـ والمتوفى في سنة 606هـ .
Post Top Ad
الاثنين، 22 مارس 2021
70 التفسير ورجاله للطاهر بن عاشور الصفحة
التصنيف:
# المتشابهات .. كنز الحفاظ في متشابه الألفاظ
عن Tech News
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق